"نفسي في حضن منك يا جنة حياتي"، كانت هذه آخر كلمات عريس الشرقية، إسماعيل، قبل أن يغادر الحياة بين ذراعي عروسه، في لحظة مأساوية لا تُنسى، تلك الكلمات التي لم تتوقع عروسته أن تكون الوداع الأخير، لا تزال ترن في أذنيها، بينما تتشبث ببدلته التي تركها على سريرها، وكأنها تنتظر عودته في أي لحظة.
العروسة، التي تعيش الآن في كابوس لا ينتهي، لا تكف عن ترديد "هاتولي إسماعيل، والنبي.. أنا في كابوس حد يصحيني منه"، بينما عيناها لا تفارقان تلك البدلة المعلقة أمامها، ودموعها لا تتوقف ليلاً ونهاراً،هي في حالة انهيار تام، لا تأكل ولا تنام، وكل ما تريده هو استعادة حب حياتها الذي خسرته في يوم كان يفترض أن يكون بداية حياتهما معًا.
قبل دقائق فقط من وصولهما إلى شقتهما الجديدة، حيث كانا يخططان لبدء حياة مليئة بالسعادة والفرح، توقف قلب إسماعيل عن النبض، الحلم الوردي الذي رسمته العروسة تحول إلى كابوس مظلم، ولم تستطع استيعاب الصدمة، حيث أن إسماعيل كان حب حياتها منذ عشر سنوات، سافر إلى الخليج ليجمع المال ويعود ليعيش معها في سعادة، لكن القدر كان له رأي آخر.
العروسة تقول: "أنا مش قادرة أصدق إنه راح، مش قادرة أستوعب، أنا مستنية إسماعيل يدخل عليا البيت، ومش قادرة أتصور حياتي من غيره. كان نفسي أعوضه عن سنين الغربة والشقى، لكن كل أحلامي انتهت في لحظة."
وفي الوقت الذي انتشرت فيه إشاعات عن حسد الجيران لإسماعيل، وأقوالهم عن أمواله التي جمعها في الغربة، تبقى العروسة غارقة في حزنها، بينما يتعاطف الناس معها من كل مكان، متمنين لها الصبر والسلوان.